السبت، مايو 24، 2014

جدتي لا تزال حيّة :")







_


أبي  مَا زال يرثي جدتي كلّ ليلة ،
أقاسمهُ الذكريات ، حين أحضّر له كوب الشاي
أو أحملُ إليه كأس ماء

في ثنايا اليوم ؟
جدتي لا تزال حاضرةً بيننَا

جدتي البعيدة جداً ، جدتي التي لم تعد تسمعناَ ، ولا ترانَا :
ليتكِ تُلقين علَى أبي نظرة الآن
الوجهُ الذابل ، و الشيب الذي يغزُوه كل يوم أكثر منذُ غادرتِ ..

جدي ؟
هو الآن طريحٌ على السرير الأبيض ،
لعل يدكِ الدافئة كانت سَتحمل إليه العافية حين تُخبئينها في يده ..


و أنـَا ؟

كبرتُ كثيراً يا جدتي ،
أصبحتُ أبكي لنفسي لأنني لا أجدك ..
كلّما زارني طيفُ فرح ؟
أبحث عن وجهكِ بين الوجوه ولا أجده
أفتقدكِ كثيراً ..
وصاياكِ الأخيرة لا زالت حتى الساعة ترنّ في أذني
أحتاجُ أن أختبئ بكَ
لا أريد الفرح بدونك ، ولا أحتمل الحزن في غيابك

أسراري الصغيرة ،
إلحاحكِ عليّ لأتكلم حينَ تُشاهدين حُزني 
ثم تُلحقينه بـ ( واللي خلقَك لـيبقى بيني و بينك )
همومكِ التي تبوحين بها لي وحدي ،
آلامك التي لم تشكينها لغيري 
كل كلمة ألقيتها في صدري لم يعلم بها أحد حتى الآن .

جدتي الغائبة الحاضرة ،
البعيدة القريبة ،
جدتي التي لم تمُت ،
أنا كلّ ليلة أناجي الله عنك ، أسأله الرحمة من أجلك
أتوسّل إليه أن يرحم ضعف قلبي ، يمنّ عليّ بنظرة في منامي 
نظرة لعينيك اللامعتين علّها تشفي أوجاع اشتياقي 
و أغفو على أملِ أن أراك .

أشتاقُ إليكِ جداً ، و أحبكِ جداً 
أضعاف المرات التي أخبرتكِ فيها بأني والله أحبك "

#مـَنش 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق