الاثنين، يونيو 16، 2025


_


كل يوم :

يفتقدُ قلبي وجهاً باسماً رغم التجاعيد 
يداً دافئة .. لمسة حانية 
تفصل طبقاتِ التراب بيني و بينها 
روحها في السماء ، و جسدها في مقبرة قريتي الصغيرة 


كل يوم :

أشتاق لصوتٍ حانٍ ، رغم جهوريته 
أشتاق أن يسري ترتيله لآيات الله في أرجاء منزلنا 
أشتاق لخصامه لنا ، لشخصيته التي تبدو قاسية 
لكنها كانت تُغلف داخلها قلبًا كقلب طير 
لم نعرف طيبته ورقته إلا بعد أن واراه الثرى 


غادرا حياتي منذ سنوات مضت 
لكني والله لم يمر عليّ يوم لم أذكرهما فيه 
واكتشفت أني كل ما كبرت عامًا
اشتقت لجدي وجدتي أكثر وأكثر 
وأحسست أني بحاجة لهما أكثر وأكثر 

أتذكر كم كنت سخيفة 
كنت في الصف الأول الابتدائي 
وأترجى جدتي مرارًا 
(بعد ما ماتت جدة إحدى صديقاتي)
(أمّة .. بالله لا تموتين إلين أتخرج من الكلية)
كانت تضحك ، وتقول لي : طيب ان شاء الله 
لكن للأسف 
غادرت حياتي حين وصلت السنة الثانية من الكلية 
لم تنتظر يوم تخرجي 
ماتت فجأة
ومنذ ذلك اليوم :
انكسر جزء من قلبي لا يمكن ترميمه ،، إلى الأبد 

أما جدي رحمة الله عليه 
بعد جدتي بما يقرب الـ5 سنين
 دخل العناية لمدة 15 يومًا
عشت أسبوعين كاملين في قلق من كل اتصال 
خشية من خبر وفاته 
رحل بعد أن تهيأنا لوداعه 
ومنذ مات انطفأت شمعة أخرى في بيتنا 
ونقص ضوء حياتي إلى الأبد 

يارب 
إني أستودعك جدي وجدتي 
كانا نورًا لحياتي 
فنوّر يارب قبورهم برحماتك 
وأنزل عليهم سكينتك 
واجمعنا بهم في جنتك 

جدي وجدتي : 
أحبكم اليوم وكل يوم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق