_
أبي مَا زال يرثي جدتي كلّ ليلة ،
أقاسمهُ الذكريات ، حين أحضّر له كوب الشاي
أو أحملُ إليه كأس ماء
في ثنايا اليوم ؟
جدتي لا تزال حاضرةً بيننَا
جدتي البعيدة جداً ، جدتي التي لم تعد تسمعناَ ، ولا ترانَا :
ليتكِ تُلقين علَى أبي نظرة الآن
الوجهُ الذابل ، و الشيب الذي يغزُوه كل يوم أكثر منذُ غادرتِ ..
جدي ؟
هو الآن طريحٌ على السرير الأبيض ،
لعل يدكِ الدافئة كانت سَتحمل إليه العافية حين تُخبئينها في يده ..
و أنـَا ؟
كبرتُ كثيراً يا جدتي ،
أصبحتُ أبكي لنفسي لأنني لا أجدك ..
كلّما زارني طيفُ فرح ؟
أبحث عن وجهكِ بين الوجوه ولا أجده
أفتقدكِ كثيراً ..
وصاياكِ الأخيرة لا زالت حتى الساعة ترنّ في أذني
أحتاجُ أن أختبئ بكَ
لا أريد الفرح بدونك ، ولا أحتمل الحزن في غيابك
أسراري الصغيرة ،
إلحاحكِ عليّ لأتكلم حينَ تُشاهدين حُزني
ثم تُلحقينه بـ ( واللي خلقَك لـيبقى بيني و بينك )
همومكِ التي تبوحين بها لي وحدي ،
آلامك التي لم تشكينها لغيري
كل كلمة ألقيتها في صدري لم يعلم بها أحد حتى الآن .
جدتي الغائبة الحاضرة ،
البعيدة القريبة ،
جدتي التي لم تمُت ،
أنا كلّ ليلة أناجي الله عنك ، أسأله الرحمة من أجلك
أتوسّل إليه أن يرحم ضعف قلبي ، يمنّ عليّ بنظرة في منامي
نظرة لعينيك اللامعتين علّها تشفي أوجاع اشتياقي
و أغفو على أملِ أن أراك .
جدتي التي لم تمُت ،
أنا كلّ ليلة أناجي الله عنك ، أسأله الرحمة من أجلك
أتوسّل إليه أن يرحم ضعف قلبي ، يمنّ عليّ بنظرة في منامي
نظرة لعينيك اللامعتين علّها تشفي أوجاع اشتياقي
و أغفو على أملِ أن أراك .
أشتاقُ إليكِ جداً ، و أحبكِ جداً
أضعاف المرات التي أخبرتكِ فيها بأني والله أحبك "
#مـَنش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق